في حاجة إلى بنائين

في حاجة إلى بنائين!
بقلم: سالم وشيلي
العديد من الضليعين بالبيئات الريادية وعن سر تفوق وادي السيليكون على غيره من المناطق الجغرافية في بناء بيئة ريادية جاذبة لأطراف المنظومة الريادية بشكل كبير يتحدثون عن أهمية وجود الكوادر المؤهلة لبناء شركات ريادية متينة مبنية على تقنيات منافسة. وهذه الكوادر تعتبر المحرك الأساسي للمنظومة فبدونها يصعب كثيرا بناء منظومة ريادية ناجحة على المدى الطويل.
أحد من صرحوا بهذا التصريح كان دوق ليوني الشريك الإداري لأحد أشهر مستثمري رأس المال الجريء في العالم (سيكويا). ففي حديثه عن ما جعل وادي السيليكون على ماهو عليه الآن ذكر المسبب الأول وهو الجامعة.
https://www.youtube.com/watch?v=gwnNLfdWncY
يجب أن تتوفر جامعات تخرج مهندسين على مستوى عالي من المخرجات. المستوى العالي في نظري ليس على مستوى حصيلة المعلومات فقط، وإنما أيضا الرؤية والرغبة والطموح للبناء والمساهمة في خلق البيئة الريادية التي نطمح لها والتي في المحصلة تخرج شركات ليس فقط بتقييمات مليارية بل وأيضا ذات أثر كبير على مستوى العالم.
عندما عدت إلى إحصاءات وزارة التعليم وجدت أن نسبة خريجي الجامعات السعودية من المهندسين لا يتجاوز الـ6% حسب آخر الاحصائيات بينما لدينا أكثر من أربعة أضعاف (4x) ذلك العدد من خريجي التخصصات الإدارية.

بالتأكيد نحن في حاجة لإعادة حساباتنا. لست مؤمنا قط بإرغام الأبناء والمتعلمين أو توجيههم إلى مالا يشتهون ويلبي طموحاتهم وشخصياتهم ولكن بالتأكيد نحن مسؤولون عن إخراج بنائين ماهرين لبناء وطن صلب وبيئة ريادية قوية قادرة على منافسة العالم بأسره بمخرجات بالتأكيد ستأسر قلوب المال الاستثماري وستجذبه رغما عن أنفه (إن جاز التعبير). نحن بالتأكيد بحاجة إلى بنائين بأعداد أضعاف حاجتنا إلى من يقودهم ويسوسهم في مختلف المؤسسات.